الدكتور
جابر البلتاجى اول مغنى مصرى يحصل على ميدالية"فيردى" و يتشرف بعضوية
أوبرا فينيسيا, اضافة الى رئاسته لقسم الغناء بمعهد الكونسرفتوار و اشرافه
العام على مسارح الأوبرا باعتباره المدير التنفيذى لدار الاوبرا.
يقول
عن ذكرى اللقاء الاول مع ليلى مراد: "رأيتها لأول مرة على شاطئ الاسكندرية
صباح يوم مشمس جميل, كانت تلعب فيه لعبة الراكيت فاقتربت منها على استحياء
و سلمت عليها و عرفتها بنفسى و بدأت صداقة الجيرة منذ ذلك اليوم, و تجاوزت
حدود ليالى الاسكندرية الصيفية و امتدت أطرافها الى القاهرة ثم ايطاليا
التى اضطررت للسفر و الاقامة بها لأعوام, و مع ذلك لم ينقطع الاتصال اليومى
بها للأطمئنان عليها و على احوالها".
* الدكتور جابر البلتاجى للصحفية الماهرة حنان مفيد فوزى:
"انا
كنت دائم السفر و فى احدى المرات طالت غيبتى و اردت ان احصل على شريط مسجل
عليه صوتها ليؤنسنى فى غربتى فاتصلت بها و اسأذنتها ان اسجل المكالمة
الهاتفية و التى استغرقت أكثر من نصف ساعة و لك مطلق الحرية فى ان تسمعيها و
تنقليها بالحرف الواحد"
- نص المكالمة الهاتفية :
د. جابر: أهلا يا لولة أخبارك ايه و أخبار مصر طمنينى عليكى...؟
* ليلى مراد: ازيك يا جابر وحشتنا...الجو فى ايطاليا برد عندك؟
د. جابر : الغربة اصعب و ابرد يا ليلى قولى لى زكى وصل بالسلامة؟
* ليلى مراد: أبدا و الله..أنا قلقانة عليه خالص.
د. جابر: ماتشغليش بالك زمانه جاى, كنت عايز اسألك كام سؤال..تسمحى لى؟
* ليلى مراد: أوى أوى..اتفضل..عايز تسأل عن ايه؟
د. جابر: عايز أعرف هل وحشتك الاضواء و لماذا لا تلبين رغبة الملايين الذين يتمنون عودتك اليهم؟
*
ليلى مراد: طبعا أشعر بالحنين مفيش كلام لكن الرجوع صعب جدا, الجو الفنى
مش تمام و أنا اصبحت غريبة عنهم, و هما كمان أصبحوا أغراب عنى.
د. جابر: بصراحة يا ليلى هل صحيح انك تركت الأضواء و انسحبت حتى تحافظى على صورتك الجميلة أمام الجماهير؟
*
ليلى مراد: لأ طبعا يا جابر انت عارف ان ده شئ لم يخطر ببالى لأن الفن فى
دمى و ماقدرش أنكر, كل ماهنالك انى شعرت ان الجو أصبح غير ملائم لى, الفن
انقرض و الجمهور تغير و كل شئ تغير معه.
د. جابر: انتى غنيتى لكبار الملحنين أمثال القصبجى و عبد الوهاب و غيرهم مافكرتيش فى الغناء على نغمات الاجيال الجديدة من الملحنين؟
* ليلى مراد: و الله الجو نفسه لا يرضينى و علشان كده مش بافكر.
د. جابر: بصراحة ايه اللى استفديه من قربك من أنور وجدى كمخرج و منتج؟
* ليلى مراد: (تضحك بشدة) و الله هو اللى استفاد مش أنا, هو عمل افلام ناجحة و أنا كنت بطلتها و كسب بسبب ذلك أموال كثيرة.
د. جابر: فى اعتقادك هل باعتزالك الفن انتهى عصر الفيلم الغنائى الاستعراضى؟
* ليلى مراد: اعتقد ذلك, لكنى لا استطيع ان اشكر فى نفسى الحقيقة أنا قررت الاعتزال لما شعرت بان الجو الفنى العام اصبح سيئا جدا.
د. جابر: كلمينى عن زكرياتك مع عبد الوهاب و الريحانى...
*
ليلى مراد: أنا بدأت أول خطواتى الفنية على يد استاذى عبد الوهاب و أنا
مدينة له بالكثير, هو الذى افادنى بتوجيهاته و ثلاثة ارباع الاغانى التى
قمت بغنائها كانت من تلحينه, و أنا كنت احبه جدا و احترمه و سأظل احبه حتى
اّخر يوم فى عمرى, أما الريحانى فله قصة كبيرة جدا, الصدفة كانت وراء
اشتراكنا فى فيلم غزل البنات جمعتنا رغبة واحدة و هى التمثيل مع بعضنا, و
قلت لانور على الحديث اللى دار بينى و بين الاستاذ نجيب على باب الاسانسير و
راح له فورا صباح اليوم التالى و عرض عليه و على بديع خيرى فكرة فيلم غزل
البنات ..الحقيقة انور كان شاطرا بشكل غير معقول فى يوم و ليلة فكر و نفذ و
عرض.
د. جابر: ما هو شعورك و أنت تشاهدين أعمالك القديمة الخالدة
على شاشة التلفزيون؟ هل تسعدين ام تنتابك الحسرة على زوال الأيام الجميلة؟
*
ليلى مراد: بالعكس أكون سعيدة جدا لأنى قدمت مثل هذه العلامات, لكن
الذكريات الحلوة و الحالة الرائعة التى كنت فيها وقتها تصيبنى بنوع من
الحنين الحزين للماضى, و هى نفس الحالة التى تنتابنى و انا استمع لاغنياتى.
د. جابر: ما تفسيرك الشخصى لزيادة اعجاب و اقبال الناس على رؤية اعمالك و سماع اغنياتك على مر الايام رغم اعتزالك؟
* ليلى مراد: أقول لك ايه حب الناس ده رضا من عند الله.
د. جابر: هل تسلمين اذنك لسماع اغنيات الجيل الجديد؟
*
ليلى مراد: لا احب سماعها على الاطلاق و لكنى استمع للمطربين الجيدين فقط و
يعجبنى منهم هانى شاكر و محمد ثروت, اما الباقى فما هم الا طبل و زمر و
ترقيع.
د. جابر: كيف تقضين اوقاتك الاّن؟
* ليلى مراد: قضيت
سنتين متتاليتين فى ظروف صعبة جدا, فسقطت على قدمى و اصبت بشرخ لكنى شفيت و
الحمد لله, الى جانب وفاة شقيقتى التى كانت تعيش فى امريكا, و مع الاسف لم
ارها منذ حوالى 6 سنوات, و فوجئت بالخبر المشئوم , و انا اقضى يومى
بالكامل فى البيت زى اى ست بيت, انا احب بيتى و حتى فى عز مجدى كنت احب
بيتى جدا و كنت اتصل من الاستديو عدة مرات بالبيت لأطمئن على كيفية سيره و
هل اعدوا الطعام و كل شئ تمام, انا كنت كده من زمان سواء كنت نجمة او
اعتزلت.
د. جابر: هل معنى ذلك انك طباخة ماهرة؟
* ليلى مراد: للاسف
انا لا استطيع وصف الطعام لكنى اجيد طبخه, و الحقيقة انا مابقضيش كل الوقت
فى المطبخ, لكنى اقرأ بعض الوقت و اجيد اللغة الفرنسية و اتسلى بها الى
جانب مشاهدة التلفزيون هو ده كل اللى بعمله الايام دى.
د. جابر: هل تدندنين ببعض الاغانى؟
* ليلى مراد: لما تكون حالتى النفسية جيدة.
د. جابر: هل تدندنين باغاجميل او لمطربين اّخرين؟
*
ليلى مراد: ادندن اغانى منير مراد لانى من اشد المعجبين به, و احفظ كل
الحانه و اعشق صوته و احب ايضا صوت عبد الحليم و كنا صديقين حميمين جدا, و
لا اسمع من المطربين الحاليين الا هانى و ثروت زى ماقلت.
د. جابر: سمعت انك ستشاركين فى فيلم من اخراج ابنك زكى فهل هذا صحيح؟
* ليلى مراد: لأ فأنا اعتزلت الفن تماما و لا أنوى مشاركة احد و لا حتى زكى.
د. جابر: من من الفنانين لا تزالين على اتصال به؟
*
ليلى مراد: كل الفنانين القدامى على اتصال بى مديحة يسرى تتصل بى باستمرار
و فاتن و شادية و كلهم احبابى و اصحابى, و نادية لطفى بالذات بستغرق ساعات
فى الكلام معها بالتليفون و بتقول انها بتحب تسمع صوتى فى التليفون و انا
علاقتى بالكل و الحمد لله طيبة.
د. جابر: ده كلام جميل.
* ليلى مراد: و كلام معقول ماقدرش اقول حاجة غيره( و تضحك).
د. جابر: اذن ماذا تقولين للاجيال اللى جاءت بعدك و تعشق فنك؟
*
ليلى مراد: لا استطيع ان اقول لهم شيئا فهذا عصرهم و كل عصر له لونه
المتميز, المهم الابتعاد عن الغرور لانه يقتل الفنان, و لازم يأخذوا العبرة
ممن سبقوهم.
د. جابر: ما هو التعبير الذى قيل عن صوتك و نال اعجابك؟
* ليلى مراد: افضل ما قيل عنى هو ان فى ليلى مراد احساس و جمال صوت و ان الميزتين حينما تلاقت اصبحت شيئا رائعا.
د. جابر: انت راضية يا ليلى عن مسيرتك الفنية؟
* ليلى مراد: راضية و الحمد لله و الحقيقة انى لم اندم على شئ فى حياتى سوى حال قلبى لانه ظلمنى كتير و ظلموه كتير.
نهاية المكالمة,,,